أعلن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في الإمارات، بالشراكة مع جامعة الدول العربية وبدعم مجلس الإمارات للإعلام، إطلاق جائزة “إعلام الطفل 2026” تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”. تهدف الجائزة إلى تشجيع المؤسسات الإعلامية والمبدعين الأفراد على إنتاج محتوى عربي نوعي ومتجدد يعزز حقوق الطفل ويغرس القيم الإنسانية والاجتماعية، مما يساهم في بناء بيئة إعلامية مسؤولة. جاء الإعلان تنفيذاً لتوصية الدورة 29 للجنة الطفولة العربية في 18 سبتمبر 2025، بعد موافقة وزراء الإعلام العرب في الدورة 55 لمجلسهم.
تُعد هذه الجائزة الأولى من نوعها على المستوى العربي المتخصصة في الإعلام الموجه للطفل تحت مظلة جامعة الدول العربية، حيث تسد فجوة في الجوائز الحالية التي تركز على الإنتاج الأدبي أو الثقافي العام. ستغطي فئات متنوعة مثل البرامج التلفزيونية والرقمية، مع التركيز على اللغة العربية لتعزيز الهوية الثقافية المشتركة، مستندة إلى اتفاقية حقوق الطفل الدولية مع بعد عربي خاص.
أهداف الجائزة وفئاتها الرئيسية
تركز جائزة إعلام الطفل 2026 على إبراز دور الإعلام في تشكيل وعي الأجيال، من خلال غرس القيم، تنمية الإبداع، وحماية الأطفال من العنف والتطرف والمحتوى السلبي. تسعى إلى إنتاج محتوى يعالج قضايا التعليم والصحة النفسية والثقافة، مع الالتزام بالمعايير الدولية والقيم العربية الأصيلة. تُقيم اللجنة المتخصصة، بالتعاون مع قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية، الترشيحات بناءً على أربعة معايير رئيسية: الابتكار، الأهمية، الدقة المنهجية، والتأثير، بوزن متساوٍ لكل منها.
تشمل الفئات المتوقعة برامج تلفزيونية، إنتاجات رقمية، ودراسات إعلامية، مع استثناء أي محتوى يحمل عنفاً أو كراهية. هذا النهج يجعل الجائزة استثماراً طويل الأمد في بناء أجيال واعية ومحصنة، مع التركيز على اللغة العربية لترسيخ الهوية الثقافية العربية.
الشراكات الاستراتيجية والدعم الإماراتي
يعكس التعاون بين المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية، ومجلس الإمارات للإعلام، التزاماً عربياً مشتركاً بدعم الطفولة. تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة، التي تُعرف بجهودها الريادية في تمكين الطفولة عربياً ودولياً، تُبرز الجائزة دور الإمارات كنموذج في الرعاية الاجتماعية. وافق وزراء الإعلام العرب على المبادرة في الدورة 55، معتبرين إياها خطوة تنموية لإنتاج محتوى خلاق يخدم الطفل العربي.
تدعم الإمارات الجائزة بمبادرات حكومية تشمل التقييم الإلكتروني الشفاف وزيارات ميدانية، مما يضمن مصداقية النتائج. هذا الإطار يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، خاصة في التعليم والثقافة، ويفتح آفاقاً لمشاركة واسعة من الدول العربية.
تصريحات رسمية وردود الفعل الإيجابية
أكد عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام: “إطلاق الجائزة محطة عربية رائدة تعكس وعياً بأهمية الاستثمار في الأجيال، فالإعلام الموجه للطفل ضرورة تواكب التحولات الإعلامية، وتحفظ الهوية العربية”. وأضاف: “ستظل الإمارات داعماً رئيسياً لكل مبادرة تحمي الطفل وتعزز وعيه، بروح عربية مشتركة لبناء جيل قادر وواعٍ”.
من جانبها، قالت الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة: “الجائزة تحمل رسالة حضارية تؤكد التزام الإمارات بدعم الطفولة أولوية إنسانية، وسط نقص في الجوائز المتخصصة بالإعلام الطفلي، مما يجعلها منصة رائدة لتكريم التجارب المتميزة”. عبرت وسائل إعلامية وجهات تربوية عن ترحيبها، معتبرة الجائزة فرصة لإثراء المحتوى العربي وتعزيز التعاون الإقليمي.
أهمية الجائزة في بناء المستقبل العربي
تمثل جائزة إعلام الطفل 2026 نموذجاً للدمج بين الإعلام والتربية، حيث تحول المأساة الإعلامية إلى أداة حماية وتوعية، مع التركيز على التأثير المستدام. ستُشجع على استخدام التكنولوجيا الرقمية للوصول إلى ملايين الأطفال، مما يعزز مكانة الإمارات إقليمياً. مع اقتراب التقديم، يُدعى المبدعون لزيارة المواقع الرسمية للحصول على الإرشادات والنماذج، للمساهمة في هذه المبادرة التاريخية.
تُعزز الجائزة الهوية العربية وتحمي الأجيال من التأثيرات السلبية، مؤكدة دور سمو الشيخة فاطمة في قيادة التغيير. هذا الحدث يفتح آفاقاً جديدة للسينما والإعلام العربي الموجه للطفل، مع توقعات بتأثير واسع على الوعي الثقافي والاجتماعي.


