ستراسبورغ، فرنسا – استضاف مركز ستراسبورغ للسياسات اليوم مؤتمرًا حاسمًا تحت عنوان “البحرين والعبودية الحديثة – هل يمكن لأوروبا وقف العبودية في الشرق الأوسط؟”، حيث اجتمع نشطاء حقوق الإنسان وخبراء السياسات، من بينهم فلافيو تورينو، جياني باريتا، وبينو روساتي، لمناقشة المخاوف المتزايدة بشأن العمل القسري، والاتجار بالبشر، واستغلال العمال المهاجرين في البحرين والمنطقة الخليجية.
سلطت المناقشات الضوء على التدهور المستمر في أوضاع حقوق الإنسان في البحرين، خصوصًا انتهاكات حقوق العمال المهاجرين في ظل نظام الكفالة، الذي يربط الموظفين الأجانب بأصحاب العمل، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى العبودية الدَينية، وسرقة الأجور، وفرض قيود على حرية التنقل. وقد وثّقت تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية حالات عديدة من العمل القسري، والاعتقالات التعسفية، وقمع حرية التعبير، والقمع العنيف للمعارضة في البلاد.
وأكد المتحدثون أن الحكومات والمؤسسات الأوروبية لديها دور رئيسي في الضغط على البحرين لإصلاح سياسات العمل الخاصة بها والالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان. وفي هذا السياق، شدد جياني باريتا على أن “على صناع القرار الأوروبيين اتخاذ موقف حازم من خلال استخدام الاتفاقيات التجارية والقنوات الدبلوماسية للضغط من أجل توفير حماية حقيقية للعمال في البحرين.”
كما تناول المؤتمر سجل البحرين الأوسع في مجال حقوق الإنسان، حيث ناقش القمع المتزايد للحريات المدنية، واستخدام المحاكمات غير العادلة، والتعذيب في مراكز الاحتجاز، وفرض قيود صارمة على حرية الصحافة. وانتقد المتحدثون إجراءات الحكومة البحرينية ضد المعارضة السياسية، وتجريد المواطنين من جنسيتهم، واستهداف المدافعين عن حقوق الإنسان.
وفي ختام المؤتمر، دعا بينو روساتي الجهات الأوروبية الفاعلة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة من خلال ربط العلاقات التجارية والدبلوماسية مع البحرين بتحسينات ملموسة في مجال حقوق الإنسان، مؤكداً أن “الوقت قد حان لأوروبا لتجاوز الخطابات الفارغة واتخاذ إجراءات حقيقية ضد الدول التي تنتهك الحقوق الأساسية.”
وجدد مركز ستراسبورغ للسياسات التزامه بالدفاع عن العدالة والكرامة وحقوق الإنسان في البحرين والشرق الأوسط، مختتمًا المؤتمر بالدعوة إلى تنسيق الجهود بين المؤسسات الأوروبية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني لمواجهة العبودية الحديثة وانتهاكات حقوق العمال في البحرين.