اليوم هو الأربعاء الخامس والعشرون من شهر مايو.. وما أدراك ما هو مايو ؟ شهر عصي على الزوال! هذا الشهر الذي لا يريد أن ينتهي قبل أن ينهي حياتنا معه همًا وكدرًا، تخيل أن الشهر الذي عشنا معه أجمل أيام العيد السعيد.. اليوم نعيش معه أسوأ أيام الحزن في انتظار فرج الراتب !
المحظوظ من بقي في رصيده 100 ريال ؟ تخيل معي حتى عيدية الأولاد لم تسلم من هذا الشهر! بحسبة بسيطة لو نعود لنتذكر كل الأحداث التي وقعت في هذا الشهر والذي يعادل نصف قرن في حياة البشرية فلن نحصيها عددًا ولن يتسع المقال لحصرها.
البداية كانت من إجازة عيد الفطر، حيث انتهى العيد، ومن ثم انتهت معه الإجازة الطويلة برمتها ومع ذلك ما زال مايو في بدايته! ولم يشفع لنا صرف كل ما في الجيب حتى يأتينا ما في الغيب! بل كان ما يغيب هو العيب! وكما يُقال لا يعيب الرجل سوى الجيب!!
في شهر مايو طار النوم من أعيننا وما زلنا نحاول تعديل ساعتنا البيولوجية دون فائدة ! الكل تزوج بل إن زوجاتهم أصبحت حبلى، وأيام الشهر ما زالت حبلى بالأحداث ! الدوريات الأوروبية انتهت، فاز من فاز وخسر من خسر، ومايو ما زال جاثمًا على صدورنا وصافرة النهاية لم تعلن بعد! كورونا انتهى بلا عودة بإذن الله ومايو مُصِر على البقاء دون نهاية ! ويبدو أن حتى الحرب الروسية الأوكرانية ستضع أوزارها ومايو يشدّ من مئزره ! حتى اللاعب الفرنسي جدد عقده مع باريس سان جيرمان وتسلّم راتبه الجديد ونحن ما زلنا نعدّ الأيام في انتظار الراتب ! والمصيبة أنه حتى المنحة طارت بسبب لعنة مايو ! وعيننا على سلفة أعباء مايو أقصد أعباء الحياة !
سنتذكر في هذا الشهر الأليم رحيل الصحفية شيرين أبوعاقلة !
السؤال بعد هذا كله ؟ ماذا تخبئ لنا البقية الباقية من أيام شهر مايو العتيد ؟
ترى هل هذه من علامات الساعة، حيث إن الأيام تمضي أمامك مسرعة ومتخمة بالأحداث ولكن ساعة الزمن متوقفة عند شهر مايو؟
هل مايو أصبح نقمة على كل الشعوب بل والحكومات أيضًا؟ أسئلة كثيرة لا تحمل إجابات ؟ من يملك الجواب الأكيد هو السيد مايو المحترم.
في الختام ما يشفع لهذا الشهر البائس أن يوم ميلادي في مايو ! للعلم لم أحتفل بمولدي لشدة وطأته على نفسي ! حتى حفلة تهانٍ التي حضرتُها لكي أنسَى همي، مكتفًا يدي، ومغلقًا جوالي، لم أسلم من كلام الأعادي !
موعدنا الأربعاء المقبل الأول من يونيو ومقالة جديدة بحول الله تعالى إذا كان في العمر بقية.