حصلَ الفيلم القطري «ومن ثم يحرقون البحر» للمخرج ماجد الرميحي، على تنويه من لجنة تحكيم مهرجان مالمو للسينما العربية، والذي أسدل الستار على دورته الثانية عشرة مساء الأحد في السويد. ويواصلُ العمل الذي تم إنتاجه بدعم من صندوق الفيلم القطري بمؤسسة الدوحة للأفلام مسيرته الناجحة على مستوى المهرجانات السينمائية، حيث سبق وأن حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان أجيال السينمائي، بالإضافة لحصوله على التانيت الفضي، في أول مشاركة قطرية بمهرجان أيام قرطاج السينمائية في تونس عام 2021، كما اختير الفيلم للمشاركة في مهرجان لوكارنو السينمائي للفيلم القطري القصير. ووسط حضور متميز لصناع السينما العربية في مالمو، نوهت لجنة التحكيم بفيلمي «ليل» للمخرج الفلسطيني أحمد صالح و»ومن ثم يحرقون البحر» للمخرج ماجد الرميحي. ويتأمل العمل – الذي يحمل طابعًا رثائيًا – الذاكرة الأسرية وألم الفقدان، حيث يمزج بين الأرشيف العائلي والأحلام المُعاد تصويرها والطقوس المتأصلة، مُبرهنًا على قدرة السينما على الإمساك بخيوط الذكريات حتى تلك التي قد تبدو استعادتها مستحيلة.
وفي هذا السياق أعربَ الرميحي في تصريحات لـ الراية عن سعادته الشديدة بالإشادة التي حققها الفيلم في مهرجان مالمو للسينما العربية، مؤكدًا أنه من المهم أن تعرض الأفلام التي تعبّر عن ثقافتنا القطرية في المحافل الدوليّة، وأن نستطيع الوصول بأصواتنا إلى الفضاءات العالمية.
وأضاف قائلًا: «ومن ثم يحرقون البحر» هو فيلم وثائقي تم إنتاجه تحت مظلة مشروع صندوق الفيلم القطري، لكن قبل العمل على التطوير، شاركت في العديد من الورش الخاصة بصناعة الأفلام الوثائقية، مع المُخرج الكمبودي الفرنسي ريثي بان، الذي كان يشرف على عملية تطوير مشروع الفيلم، وفي خريف عام 2019 بدأنا تصوير العمل، حتى وصل الفيلم لمرحلة ما قبل الإنتاج خلال قمرة السينمائي في عام 2020، حيث ساهم المُلتقى بشكل كبير في تطوير الفيلم. من خلال الملاحظات والإرشادات التي وصلتني من قِبل الخبراء السينمائيين المُشاركين.وعن التطور التي تشهده صناعة الأفلام القصيرة يقولُ: من الجيّد حاليًا أننا نسير بخطى سريعة نحو الأفضل في مجال صناعة الأفلام، حيث أصبحت أفلامنا موجودة بصورة مُستمرة في أهم المهرجانات السينمائية العالمية، وبغض النظر عن حصد الجوائز، فإن صناعة الأفلام هي استثمار ثقافي، ومن الضروري أن يكون لنا صوت وصدى عالمي، وأن نتمكّن من عرض قصصنا والوصول بثقافتنا القطرية والخليجية للعالم أجمع. واختتمت فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان مالمو للسينما العربية بتتويج الفيلم الجزائري «سولا» للمخرج إسعاد صلاح بجائزة أحسن فيلم، كما حصلت بطلة الفيلم الممثلة الجزائرية «سولا بحري» بجائزة أحسن ممثلة. وذهبت جائزة الجمهور، والمقدمة من مكتب الثقافة في مالمو، للفيلم الأردني (الحارة) بطولة عماد عزمي ومنذر رياحنة وميساء عبد الهادي ونادرة عمران. وقالَ مؤسس ومدير المهرجان محمد قبلاوي في كلمة الختام «بعد دورة هي الكبرى في تاريخ المهرجان، كمًا وكيفًا، يجب أن نعملَ بدءًا من اليوم أو من الغد كي نظلَ على نفس المستوى للعام القادم».